كان السبئيون/اليمنيون القدماء ينسبون أنفسهم إلى سبأ قبل الإسلام، في القرنين الأول والثاني الهجري كان السبئيون/اليمنيون يفضلون اتخاذ لقب "السبئي" نسبةً لمملكة سبأ، ولم يكونوا ينسبون أنفسهم لقحطان، ظهرت شخصية قحطان في كتب الروائيين العرب في القرن الثاني الهجري، بالنقوش ظهر "قحط" أو "قحطن" كقرية في مملكة كندة ولم تكن قبيلة.
وتصف النقوش قبيلة مذحج وكندة بأعراب سبأ، وقد كان لهم مكانة مهمة عند السبئيين وملوكهم، وبينما كانوا يطلقون على العرب تسمية "عربن " أي العرب.
كان ملوك سبأ الأوائل حسب نظرية الباحثين في النقوش الحجرية من قبيلة فيشان، وقد ذكر في الكتب اليهودية أن يقشان شقيق مدين وأن "ولد يقشان سبا وددان". وتطلق الكتب اليهودية اسم الدادانيين على المعينيين نسبة لمستوطنة ددن في العلا التي كانت محطة استراحة القوافل القادمة من إقليم اليمن. ورُوى عن النبي محمد حديث مختلف في صحته[19] أن: «رجلًا سألَ رسولَ اللهِ عن سبأٍ ما هو أَرَجلٌ أم امرأةٌ أم أرضٌ؟ فقال : بل هو رجلٌ وَلَدَ عَشْرةً فسَكَّنَ في اليمنِ منهم ستَّةٌ وبالشامِ منهم أربعةٌ أما اليمانيُّونَ فَمَذْحِجٌ وَكِنْدَةُ وَالْأَزْدُ وَالْأَشْعَرِيُّونَ وَأَنْمَارٌ وَحِمْيَرُ، عَرَبًا كُلَّهَا، وَأَمَّا الشَّامِيَّةُ: فَلَخْمٌ وَجُذَامُ وَعَامِلَةُ وَغَسَّانُ».[20]
هناك عدة نظريات بشأن أصول السبئيين القديمة، عند الإخباريين والنسابة العرب هم أبناء حمير وكهلان بني سبأ (سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن يقطان/قحطان بن هود)[21] سبأ كان والد كهلان وحِميَّر وهم القسمان الذين يعود إليهم قسم من العرب عرفوا في الأدبيات بالعرب السبئية أو اليمانية [22] اأخبر المؤرخين أن عبد شمس أو سبأ قبيل وفاته بعد خمسمئة سنة من الحياة، أوصى حمير بالملك ووزع كهلان خارج بلاد اليمن ليحموا المملكة وسردوا عددا من الأسماء لملوك مثل مزيقياء الملطوم ومزيقياء اسمه عامر بن عمرو أزدالأزدي وسمي بـمزيقياء لأنه كانت تنسج له في كل سنة ثلاث مائة وستون حلة، ثم يأذن للناس في الدخول فإذا أرادوا الخروج استلبت عنه وتمزق قطعاً فسمي على ما زعموا ثم خرج مزيقياء هذا من مأرب قبيل انهيار سد مأرب وبقي الملك لبني حِميَّر وعلى هذا تنتهي قصة مملكة سبأ عند النسابة وأهل الأخبار.
وهناك في المصادر الإثيوبية، أن ملكة سبأ تزوجت من الملك سليمان وأنجبت منليك الأول ليكون جد السلالة السليمانية من أباطرة إثيوبيا وفقا لكتاب مجد الملوك الإثيوبي الذي تم تأليفه في القرن الرابع عشر بعد الميلاد. ولليهود روايتهم الخاصة عن سبأ فتخبطوا في ذكر نسبه فزعموا أنه من أبناء نبي الله إبراهيم من زوجته قطورة التي تزوجها عقب وفاة سارة. قطورة أنجبت لإبراهيم عددا من الأولاد منهم مدين ويقشان. مدين خلف ديدان ويقشان خلف سبأ. وكلمة يقشان بالعبرية تعني مهاجم أو صعب وشيء من هذا القبيل [23] وأمر أبناءهم باستعمار الأرض بعيدا عن ابنه إسحق المُختار [24] وكلمة قِطورة (عبرية:קְטוּרָה) بالعبرية مشتقة من الفعل قطوريث وتعني يبخِّر فمعنى اسمها له علاقة بالبخور [25] وقد كانت سبأ محتكرة لتجارة تلك التوابل. ثم ذكروا في موضع آخر أن شبا شقيق حضرموت وأنهم من أبناء يقطان بن عابر وهذا الادعاء دون غيره هو ماتمسك به النسابة العرب بعد الإسلام. والرواية اليهودية الثالثة أن سبأ من أبناء كوش.
ولكن الدراسات الحديثة المبنية على نقوش حجريه عن مملكة سبأ تعطي رأي تاريخاً أخر، اعتمد العلماء في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين على العهد القديم، والأساطير العربية والإثيوبية لمحاولة تدوين تاريخ متسلسل عن هذه المملكة فيستنبط من العهد القديم وجود ثلاثة شخصيات تحمل اسم سبأ واحدة على حدود الهلال الخصيب وأخرى بجنوب الجزيرة العربية وأخرى فيما يعرف بإثيوبيا اليوم. لا يمكن التأكد من أي هذه الادعاءات سواء نظريات الإخباريين والنسابة العرب أو العهد القديم،أو نظريات النقوش الحجرية، أو الأساطير الإثيوبية ولكن لا يمكن استبعاد أي منها تماماً فهي تحوي لمحات عن تاريخ مملكة سبأ.
العلاقة مع قحطان
ذُكرت قبيلة قحطان في نقوش ال ثور اقيال كندة وحكام المستوطنة السبئية قرية كهلم وقحطن جنوب نجد حيث ورد في النقش (معاوية بن ربيعة ال (ثور) القحطني ملك قحطن ومذحج) لكن لم تذكر النقوش "قحطان" مطلقا كجد للسبئيين بل كقبيلة في مملكة كندة، تصف النقش "ال ثور" أقيال/ملوك كندة بانهم "أبعل قريتم كهلم وقحطن" أي أصحاب قرية كهل وقحطن، باللغة السبئية النون في اخر الكلمة هو اداه التعريف فيكون الاسم "قحط".[5]، لم يكن السبئيين ينسبون انفسهم إلى قحطان قبل الإسلام بل إلى سبأ، وقد ذكر سبأ كشعب ومملكة وأرض في النصوص الآشورية والرومانية وانهم يعيشون في الجزء الجنوبي الغربي من شبة الجزيرة العربية. وحسب ما ورد في ترتيب سلسلة النسب سبأ هو شقيق ددان وابيهم هو يقشان وعمهم هو مدين، وتطلق تسمية الدادانيين على المعينيين نسبة لمستوطنة ددن المكان الذي تستريح فيه القوافل المعينية القادمة من اليمن.
حسب النسابة العرب تنحدر قبيلة جنب من مذحج من سبأ وقد ذكرت مذحج في نقوش المسند اليمنية كثيراً ولا تزال قبائل مذحج اليمنية تتحفظ باسماءها القديمة وتشكل قبائل مذحج اليمنية ثلث عدد سكان شمال اليمن واكبرها قبيلة الحداء وقبيلة آنس وقبيلة عنس في ذمار وقبيلة مراد وقبيلة عبيدة في مأرب.[6] وتصف النقوش قبيلة مذحج وكندة وقحطن ومراد باعراب سبأ وقد كان لهم مكانة مهمة عند السبئيين وملوكهم ويعتبرونهم مواطنيين سبئيين وبينما كانوا يطلقون على العرب تسمية "عربن" اي العرب، ولم يفهم السبئيين "العرب" كقومية عرقية قبل الإسلام ولم يعتبروا انفسهم عرب حيث كانوا يطلقون على قبائلهم البدوية تسمية اعراب "اعرب" وتعني بدو وليس تسمية العرب "عربن"، وقد ناصرت مذحج وهمدان وكندة ومراد كبرى قبائل سبأ الملك الحميري يوسف أسأر يثأر في التصدي للغزو الحبشي في نجران والمخا وظفار وباب المندب وتهامة وجزيرة الفرسان.[7]
تشير نقوش المسند تشير لسنحان وإلى خولان عدة مرات ودائما مايذكرون معاً مما يرجح أنهم وسنحان من أصل مشترك وأنهم يقطنون على مقربة بالمنطقة ذاتها، والملاحظ ان هذه ينطبق على كل من خولان الطيال وسنحان في صنعاء وعلى قبيلة خولان في اقليم السراة القاطنين على مقربة من سنحان قحطان.
والنعم منكم
ردحذف